حياً رحل
بحشود حُجته
وأجنحة الكلام
وبصخرةٍ
كان قد خبأها
لكي تلد الجبل..
حياً رحل
بخطاه تسبقه إلى أمرٍ
جلل
وبدمعةٍ
شهقت بأعلى الشوق
للوطن الحزين
مدنٌ مدماةٌ
وأقداسٌ تداسُ
وخيمةٌ
بغبارها العربي
أدمن الطلل
ووسادةٌ ما زال زعترها
يهشمُ
فوق تل
هل ليلةٌ أخرى؟؟
ومذبحةٌ..؟
وأيتامٌ بلا سندٍ..؟
وأفواهٌ بلا أودٍ..؟
وهل..؟
ماذا لديك لظهرهِ
وجراح أمته الثقل؟
يا ليلةً أخرى
ألا يكفي البسالة ما احتمل؟
يا كم جفلت..
وكم كمنت سراديبُ الظلامِ
وما جفل
يمشي ورايته الشقيف
يمشي وفي يده الرغيف
وحفيف ما اقتلعوا من الشجر العتيق
هو الحفيف
ونزيفه قبل النزيف
كوني إذن جهةً
ومن جهةٍ إلى جهةٍ
إلى سفرٍ طويل
كم فيه من شوقٍ إلى سفرٍ طويل
ليحط في حدق الرفاق المولعين
بطلعة النجم البهيةِ
والرفاق الساهرين
على السبيل
هل قلتُ كان النجمُ
صار النجمَ
وارتفع الدليل
يكفيه فخراً أنه
لما تخيره الآجل
ما سلَّم اللحظات
زفرته الأخيرة بالعويل
قد كان قبرةً
تسابق ريحها مرحاً
بل كان مُهراً
من دمٍ حرٍ بطل
مهراً.. بلهفته صهل
*******************************************
الشاعر أديب ناصر ولد في بير زيت في العام 1939، وهي أيضاً البلدة التي ولد فيها ناجي علوش، وقد عمل في الصحافة والإذاعات العربية في دمشق وعمان وبيروت وبغداد، وله مسرحية بعنوان “انتفاضة داعية”، ومن دواوينه الشعرية: واحة الأشواق الحزينة وخطوات على طريق الآلام.